تقليم الأظافر وحلق الشعر قبل ذبح الاضحية
هناك عدد من الشروط التي يجب توافرها في الأضحية وفي المضحّي، ومنها تقليم الأظافر وقص الشعر لمين يريد التضحية، فما هو حكم حلق الشعر وتقليم الاظافر قبل ذبح الأضحية، .
-حكم تقليم الأظافر والحلق قبل ذبح الاضحية
لايجوز للمضحّي أن يأخذ شيء من شعره أو أظافره أو بشرته سواءًا كان حاجًا أم غير حاج، فمن أراد أن يضحّي لا يأخذ من أظافره، ولا من شعر رأسة ولا من شعر بدنه شيئًا، ولا من عانته، ولا من شاربه أو لحيته، بعد دخول العشرة من ذي الحجة حتى يضحّي فإذا دخل العشر من ذي الحجة، فإنه يحرّم على المضحّي من الرجال أو النساء أخذ شيء من الشعر أو الظفر أو البشرة، ومن بقية البدن كله، وهذا ينطبق على المضحي من الرجال والنساء إذا أرادوا أن يضحوا الأضحية الشرعيّة عن أنفسهم وأهل بيتهم، فلا يأخذ شي حتى يُضحّي، فإذا كان يريد الشخص أن يضحي من ماله عن نفسه أو عن والديه أو عن أهل بيته، فلا يأخذ شيء من أظفاره أو شعره أو بشرته، حتى يضحّي ، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الأخذ من الشعر والبشرة والأظافر حتى تتم التضحية، وأما إذا أراد المضحّي أن يتطيّب ويأتي أهله، هذا لا بأس به وجائز شرعًا، ما عداه من أخذ شيء من البدن هو أمر غير جائز
هل يجوز لأهل المضُحّي أن يأخذوا من شعورهم وأظافرهم في العشر؟
نعم يجوز، وحكم عدم الأخذ من الشعر والأظافر والبشرة ينطبق فقط على الشخص الذي يذبح الأضحية، فلا يجوز له أن يأخذ شيء من شعره وأظافره ولا بشرته بمجرد دخول العشرة من ذي الحجة، وأما أهله فيجوز لهم أن يأخذوا من أظافرهم وشعورهم وبدنهم وبشرتهم لأن هذا الحُكم خاص بمن يريد التضحية دون أهله، قال ابن باز: “وأما أهل المضحّي فليس عليهم شيء، ولا ينهون عن أخذ شيء من شعرهم أو بشرتهم أو أظافرهم في أصح أقوال العلماء، فالحكم يختص به المضحّي الذي يريد ذبح الأضحية من ماله”، فيُشرع ويستحب أن لا يأخذ شيء من أظافره أو شعره أو بشرته شيئًا حتى يضحّي، وهذا الحكم ينطبق على المضحّي سواءًا ذبح الأضحية بنفسه أو أراد توكيل غيره بذبحها، ودليل استحباب عدم الأخذ من الشعر والظفر والبشرة هو حديث أم سلمة أم المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ كان له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ ، فإذا أهلَّ هِلالُ ذي الحجةِ ، فلا يأخذَنَّ مِنْ شعرِهِ ، ولَا مِنْ أظفارِهِ شيئًا ، حتى يُضَحِّيَ)
حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن يُضحّى عنه
تحريم الأخذ من الشعر والأظفار يختص بمن يريد أن يضحي، وعلى هذا فإنه يجوز لمن أراد التضحية عنه أن يأخذ من شعره وأظفاره وبشرته ولا حرج في ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما علّق حكم عدم الأخذ من الشعر بالمضحّي فقط، ولم يعلّقه بالمُضحّى عنه، فمن يُضحّى عنه لا يثبت في حقه ذلك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحّي عن أهل بيته، ولم يثبت عنه أنه طلب منهم أو منعهم من الأخذ من شعورهم أو بشراتهم أو أظفارهم شيئًا، ولو كان الأمر كذلك لنهاهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ ابن عثيمين: “على من أراد التضحية أن يكون على علم ودراية تامة، بأن الشخص الذي يريد أن يُضحّي عنه لا يلزمه حكم عدم الأخذ من الشعر والأظفار والبشرة عند دخول العشر من ذي الحجة”، لذا خلاصة الأمر هو منع المضحّي من الحلق أو التقصير أو الأخذ من البشرة أو البدن أو الرأس، هذا الحكم يختص بالمضحّي فقط، ولا يلزم الشخص المضحّى له أن يلتزم بهذا الأمر، سواء كان المضحّى له من الأب أو الأم أو أحد من الأخوة أو الأقارب، فالحكم هو خاص بمن يريد أن يضحي، وليس خاصًا بمن يراد التضحية له.
آراء العلماء في حكم حلق المضحي شعره في العشر من ذي الحجة
لقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا) واختلف الفقهاء في العمل بهذا الحديث على ثلاثة مذاهب هي:
1-مذهب الشافعي
قال: إن عدم حلق المضحي شعره وأظفاره وبشرته يحمل على الاستحباب ولا يُحمل على الوجوب، وأنه من السنة لمن أراد أن يضحّي أن يمتنع عن أخذ شعره أو بشرته أو شيء من بدنه في العشر من ذي الحجة، فإذا أخذ شيء من ذلك كره ولم يُحرّم عليه، وهذا قول سعيد بن المسيب.
2-مذهب أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية
أن حديث عدم الأخذ من الشعر والبشرة في العشر من ذي الحجة لمن أراد التضحية مأخوذاً على الوجوب، فهو واجب عليه عدم الأخذ من شعره أو بشرته، وإذا أخذ شيء من الشعر أو البشرة فهو قد وقع في الحرام، وهذا هو ظاهر الحديث عندهم.
3-مذهب أبي حنيفة ومالك
قالوا: أن الأخذ من الشعر والبشرة ليس بسنة، ولا يُكره الأخذ من الشعر والبشرة للمضحي عند دخول العشر من ذي الحجة، فلا يُكره للمضحّي أخذ شيء من بشرته ورأسه مثله مثل غير المضحي، ومن لم يُحرّم عليه استعمال الطيب واللباس في العشر من ذي الحجة إذا أراد التضحية لم يحرّم عليه أخذ شيء من شعره أو أظفاره أو بشرته.
هل الإمتناع عن حلق الشعر وقص الأظفار شرطًا لصحة الأضحية ؟
ليس الإمتناع عن الأخذ من الشعر والبشرة والأظفار شرطًا من شروط الأضحية، ولا يتعتر أمرًا مبطلاً للأضحية، وليس خلاف بين أهل العلم على ذهب الأمر، ولكن الخلاف بينهم كان هل الإمساك عن الأخذ من الشعر والأظفار والبشرة مستحب أم واجب أم مكروه؟ فالمشروع لمن أراد الأضحية أن لا يأخذ شيء من شعره ولا أظفاره بد دخول العشر من ذي الحجة، وأما من يريد الحج: فلا يلزمه الكف عن شيء من محظورات الإحرام حتى يتلبس بالنّسك، فإذا كان الشخص قد أخذ شيئًا من أظفاره وشعره وبشرته بعد دخول العشر من ذي الحجة وأراد التضحية، فليس عليه شيئًا إن هو فعل ذلك ناسيًا أو ساهيًا، لأن الله تعالى لا يحاسب عباده على النسيان والخطأ، وأما من فعل ذلك أي قام بحلق شعره وأظفاره وأخذ شيء من بدنه أو بشرته عامدًا متعمدًا فعليه التوبة إلى الله تعالى، والاستغفار عن فعلته وعدم العودة لمثل هذا الأمر أبدًا، ولا يلزمه كفارة عن هذا الفعل، فقد قال الموفق رحمه الله: “إذا ثبت هذا فإنه يترك تقيلم الأظافر وقص الشعر والأخذ من شيء من البدن والبشرة، فإذا فعل شيء من هذا وجب عليه الاستغفار والتوبة إلى ربه، ولا تلزمه الفدية عن هذا الفعل سواءًا فعل ذلك متعمدًا أو ناسيًا”.
حكم أخذ الوكيل في الذبح من أظفاره وشعره
لا حرج على الوكيل في الأضحية أن يأخذ شيئًا من رأسه وبشرته وبدنه سواءًا كان رجلاً أم امرأة، لأنه في هذه الحالة غير مُضحي إنما وكيل عن شخص ما، فيجوز للوكيل أن يأخذ من شعره أو شاربه أو أظفاره، فالوكيل عن أقاربه من الأم أو الأخ أو الأب أو غير ذلك من صلة القرابة ليس عليه عدم الأخذ من شعره أو أظفاره أو بدنه، وإنما الذي لا يجوز له الأخذ من الشعر والبشرة والجسد هو الذي يضحّي من ماله عن نفسه وعن أهل بيته من الأب أو الأم أو الأخ أو غيرهم، فإذا دخلت العشر من ذي الحجة فليس له أن يأخذ شيئًا من ذلك أبدًا، فالحكم هنا يختص بمن أراد الأضحية حصرًا، ولا يختص بأحد من أهل بيته، ولا بالشخص الذي وكّله للتضحية عنه، وكذلك أهل المضحي يجوز لهم الأخذ من أظفارهم وشعرهم وبشراتهم ولا يلزمهم الحكم ويلزم الشخص المضحّي حصرًا دون أحد غيره من الناس.
في نهاية مقالتنا التي تعرفنا فيها على حكم الحلق قبل ذبح الاضحية والذي لا يجوز للمضحّي أن يأخذ شيء من شعره أو أظافره أو بشرته سواءًا كان حاجًا أم غير حاج، وتعرفنا على حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن يُضحّى عنه، وتعرفنا أيضًا على حكم أخذ الوكيل في الذبح من أظفاره وشعره، وفيما إذا كان الإمتناع عن حلق الشعر وقص الأظفار شرطًا لصحة الأضحية.نتمنى من الجميع الاستفاده والعمل بكل هذه الاحكام حتى تكون اضحيتة صحيحه والسلام عليكم (موقع خذها صح).