أحاديث متعلقة بالاضحية
لقد اعتنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببيانِ أحكامِ وعباداتِ هذا الدينِ، ومن هذه العباداتِ عبادةُ الأضحيةِ، وقد اعتنى الصحابة من بعده بنقلِ ما رواه وأخبرَ عنه، ومن الصحابياتِ الجليلاتِ اللاتي روينَ الحديثَ عن النبيِّ هي زوجته عائشةَ، وفي هذا المقال سيتمُّ ذكر الأحاديثَ التي روتها عائشةَ عن زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أحاديث السيدة عائشة (رضي الله عنها) المتعلقة بالاضحية
لقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- عددًا من الأحاديثِ النبوية المطهرةِ، والتي يتمحور موضعها حول الأضحيةِ، وفي هذه الفقرةِ سيتمُّ ذكر بعض هذه الأحاديث مع بيانِ شرحِ كلِّ حديثٍ منهما، وفيما يأتي ذلك:
الحديث الأول
رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (أنَا فَتَلْتُ قَلَائدَ هَدْيِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بهَا مع أبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيءٌ أحَلَّهُ اللَّهُ له حتَّى نُحِرَ الهَدْيُ).
وفي هذا الحديثِ الشريفِ تُخبر السيدة عائشةُ -رضي الله عنها- أنَّها كانت تصنعُ الأطواقَ التي كانت تُوضعُ في رقابِ هديِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- التي كان يرسلها للحرمِ وهو غيرُ حاجٍ ولا متلبسٌ في نسكِ الحجِّ، ثمَّ قامَ رسولُ اللهِ بوضعِ هديهِ في يدِ أبي بكرٍ وأرسلها معه، وبالرغمِ من ذلك إلَّا أنَّه لم يحرِّم على نفسه ما يحرُم على الحاجّ.
الحديث الثاني
رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ).
أمَّا في هذا الحديثِ، فإنَّ السيدةَ عائشةَ -رضي الله عنها- تُخبر أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يذبح أضحيته بنفسه، وأنَّه كان يأمرُ بذكرٍ من الضأنِ، له قرنانَ، وأقدامه وبطنه أسودانِ، وكذلك عينيه وما حولهما أسودَ اللونِ، وأنَّ ما عدا هذه المواضعَ منه لونها أبيضَ.
ثمَّ تُخبرُ السيدةُ عائشةُ أنَّ النبيَّ حينَ أُحضرَ له كبشًا بهذه الصفاتِ، طلب منها إعطاءه السكينَ، ثمَّ طلبَ منها تحديدها وشحذها بالحجرِ، ثمّ أضجعَ الكبشَ على جنبهِ، وأراحه على الأرضِ، ثمَّ قامَ بذبحه وذكرِ اسمِ اللهِ عليهِ، ثمَّ دعا ربَّه أن يتقبل منه، ومن آهله وأمته هذا العملَ.
تعريف الأضحية وفضلها
يُمكن تعريف الأضحيةَ بالاصطلاحِ الشرعي على أنَّها ما يُذبح من بهيمةِ الأنعامِ أيامَ العيدِ، قربةً لله -عزَّ وجلَّ- وإنَّ لهذهِ الأضحيةَ فضلٌ عظيمٌ، وفيما يأتي بيانُ فضلها:
-فضل الاضحية :
- أنَّها من شعائرِ الله -عزَّ وجلَّ- الظاهرة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
- أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قرنَ بينَ عبادةِ الأضحيةِ وبين الصلاة، والتي تعدُّ من أعظمِ العباداتِ، في عددٍ من المواضعِ من القرآن الكريم وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّه يدلُ على عظمِ شأنِ الأضحيةِ.
وبذلك نكون وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه ذكرُ عددٍ من الأحاديث النبوية الشريفة التي روتها السيدة عائشةُ -رضي الله عنها- والتي موضوعها الأضحية، كما تمَّ بيان تعريف الأضحيةِ وفضلها......والى اللقاء(موقع خذها صح) .