ذكرت لنا عدد من صفات المؤمنين في سورة المؤمنون، وقد أنزلت على رسول الله (ص) بعشر آيات في البداية وقد أشار النبي إلى أن من تحلى بهذه الصفات فقد ضمن الجنة، وتحض السورة الكريمة على خشية الله والتي تدفع المسلمين لفعل الصالحات، ثم المحافظة على الصلوات والعبادات في خشوع وابتهال،
بعض صفات المؤمنين المذكورة في السورة
ذكر الله عز وجل بعض صفات المؤمنين في سورة المؤمنون، وقد بلغ عددها في مجمل الذكر الحكيم بسَورة المؤمنون ١٠ صفات مجملة، ذكر الله سبحانه وتعالى منها ٦ صفات في أول السورة،
ثم ذكر ٤ في أوسطها، وقد دعا الله عز وجل في هذه السورة المسلمين أن يتحلوا بصفات المؤمنين وفيه ترغيب واستحباب.
ومن يتحلى بهذه الصفات فإن الله وعده بالجزء العظيم والجنات،
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أنه قال :
” لقد أُنزل علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ [قد أفلح المؤمنون]”.
وفي الآيات الكريمة ذكر هذه الصفات بيان لما يجب أن يكون عليه حال المسلمين ف الدنيا،
وما يجب أن يربي عليه المسلم أبنائه حتى يكون المجتمع الإسلامي مجتمعاً قويم يتحلى بالصفات الحميدة، مترابطاً على الصلاح والتقوى.
الصفات المذكورة في أول السورة
ذكرت السورة الكريمة في بدايتها ست صفات للمؤمنين، وهي:
الخشوع في الصلوات: من صفات المسلم المؤمن اذا دخل إلى صلاته وشرع فيها أن يجعل كل تفكيره وإيمانه وعقله وقلبه وكل جوارحه خاضعة للقاء الله سبحانه وتعالى، فيجعل من وقوفه أمام الخالق الطاعة والتذلل والإيمان.
فلا يكون في ذهنه إلا هذا اللقاء الرباني وأن ينسى كل ما هو متعلق بالحياة الدنيا ويصرفه، فهو في حضرة الخالق، قال عز وجل “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”.
الإعراض عن الباطل واللغو: فعلي المسلم المؤمن أن يتجنب الحديث والكلام الباطل وفعل كل ما هو باطل من تصرفات أو كلمات، فقال سبحانه “والذين هم. عن اللغو معرضون”.
التزكية: ويقصد بها في النفس والأموال فمن صفات المسلم المؤمن أن يأتي زكاته ويطهر أمواله ونفسه كما أمره الله فقال سبحانه في السورة ” والذين هم للزكاة فاعلون”.
حفظ الفروج: في السورة الكريمة تصف المسلم المؤمن بالمحافظة على فرجه من ارتكاب الزنا والفواحش وكل ما يقربها من لمس أو نظرات محرمة إلا فيما كان محلل لهم فقال سبحانه وتعالى في السورة الكريمة “والذين هم لفروجهم حافظون”.
حفظ الأمانة: على المسلم المؤمن أن يتحلى بحفظ الأمانات وادائها لأهلها وقد كان النبي صلى الله عليه َسلم يسمى في الجاهلية الأمين،
والأمانة ليست للبشر وإنما حفظ حقوق الخالق وأداء عبادته من الأمانة فقال سبحانه في السورة ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون”.
المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها وتحقيق صحتها والخشوع في أدائها فلا صلاة بغير خشوع، قال سبحانه في الآيات ” والذين هم على صلاتهم يحافظون”.
الصفات المذكورة في وسط السورة
هناك أربعة من صفات المؤمنين في سورة المؤمنون جاءت في أوساط السورة الكريمة، وعلى المسلم أن يتحرى التحلي بها، وأن يجاهد نفسه التي تأمره بالسوء ليكون من الفائزين برضوان خالقه وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذه الصفات هي:
الخوف من الله عز وجل وخشيته: وهي صفة عظيمة في المسلم، أن يرزقه الله مخافته في السر والعلن فقال عز وجل في الآيات ” إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون”
وقد أشار المفسرين أن الاشفاق هو الخوف الكامل والخشية الكاملة التي تصيب المسلم من العذاب في الآخرة وسخط الخالق عليهم فيكون كل مطلبهم الرحمة والرضوان.
الإيمان بآيات الله: والمقصود بالإيمان في اللغة التصديق بكل ما يأتي به الله على أيدي الرسل والأنبياء من ذكر حكيم وأوامر وشرائع
ومعجزات، وأن كل ما هو مخلوق حوله من صنع الخالق المأمور بطاعته مما يزيد من تقواه ويشجعه على فعل الصالحات، وقد وصف الله عز وجل هؤلاء بقوله ” والذين هم بآيات ربهم يؤمنون”.
التوحيد: والتوحيد هو عبادة الله الخالق الواحد الأحد لا شريك له ولا ولد تجلى الله تعالى عما يقولون وينسبون إليه، فالمسلم المؤمن يؤمن بأن الله واحد غني عن أن يكون له شريك وليس بحاجة إلى سواه،
فالوَحدانية هي الأُولى والاَولى في العبادة والإيمان، فقال سبحانه في الآيات ” والذين هم بربهم لا يشركون”.
يفعلون الصالحات ويخشون عدم القبول: فالمسلم المؤمن لا يرضى عن نفسه ولا يعجب بعمله، فمهما أتى من الصالحات
وفعل الخيرات يظل في نفسه خوفاً من أن الله لا يقبلها في يد من التوبة ويتزود من الأعمال الصالحة طمعاً في الغفران والقبول ونيل رضا الخالق سبحانه وتعالى.
معلومات عن سورة المؤمنون
- إحدى السور المكية في القرآن الكريم.
- تتكون من ١١٨ آية وتوجد في نهاية حزب المتين.
- تترتب في المصحف الشريف في العدد ٢٣ وتقع في الجزء ال١٨.
- سبب تسميتها بهذا الاسم هو ذكر صفات المؤمنين في أول السورة والثناء عليهم بالفلاح.
من أسباب نزول السورة الكريمة، ما جاء في رواية عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن القاري أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ” كان إذا أنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمع عند وجهه دويّ كدويّ النحل.
فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه ثم قال”: اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تُهنا وأعطنا ولا تحرمنا وأثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنّا ثم قال : لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ {قد أفلح المؤمنون} إلى عشر آيات”.
قدمنا لكم من خلال موقعنا موقع خذها صح بعض صفات المؤمنين المذكورة في سورة المؤمنون وهي ليست الصفات الوحيدة المذكورة في القرآن الكريم، بل جاء ذكر صفات المؤمنين في العديد من السور ولكنها جاءت مجتمعة في سورة المؤمنون وتفرقت في غيرها من المواضع والسور، وعلى المسلم أن يحرص على تدبر السورة الكريمة وتطبيق ما فيها من صفات مع التحلي بها.